دخل برجلة اليمنى كما اعتاد وكما علمه والده
وكانت اول خطوه يدخل بها عالمه القديم الذي سلكت قدماه الى هذا المكان
ولكن بعد المسافات فرقت بينهم بتجهم الجاهليه
ارتعشت يداه محاولاً خلع حذائه ..ونضرات حائره في كل ارجاء المكان
متعطشا اليه وكانما وجد شيء لقد فر منه لوقت طويل ولم يجده
ولكن القدر ساقه اليه
خطى بخطوات هابطه، دافئه، حانيه، خاشعه، حزينه مرارتها كمراره العلقم
استوقفه النضر الى ثلة من الرجال يبدوا انهم
غريبوا اللهجة واللغه
فزاده تنشحاً واشتياق والماً وانكسار...دار استفهاما في ذهنه قائلآ : من اولى بهذا المكان ومن ابعدني عنه ، هكذا كان يدور في مخيلته
ذهب الى الحجره الملصقة كالعاده وكانما رسماً عاماً لكل الاماكن ان تكون غرفه بسيطه بجوار هذا المكان
دخلها وانفاسه تسمعها عن بعد كشفير نار يلفحها الهواء
بدأ بمارسة بدايه طقس احترام المكان
قطرات ماء ساقت الى اجزاء جسمه الذابل الملتهب حرقه على هذا المكان
محاولاًَ اطفاء ما يمكن .. ولكن بعد المسافه وسرعة الريح زاد في اشتعال الحرائق
انهى هذا الطقس الاول بعد مرارة ونحيب
ليدخل الى المكان ويؤدي طقسا اخر كما يجب ولكن هذه المره وهذا الطقس بالذات كان له طعم اخر
طعم الحزن والبكاء .. طعم المراره واللوعه .. طعم الحرمان والضياع
هذه المره كان يتأمل كل سكنه من سكنات الطقوس بهواده ورتابه لم يعهدا ابدا
ودندنات من حوله من ثلة الرجال الذي ذكرتهم زاد من انفاسه المتواتره تبعاً بدون توقف
فانهى الطقس وجلس ليتناول كتابه المقدس
فيستفتح بجزءاً كان معتاد ان يقرأه في كل يوم مثل هذه الايام
فكان للقراءه طعم وللكلمات رائحه والحروف الوان والتشكيلات كلها مختلفه هذه المره
وصوت نحيب البكاء يرتفع بمدات الكلمات
حتى انهاها بصعوبة بالغه ...نفذت منه تلك المناديل البيضاء ...ليعود الى الغرفه المجاوره
ليرتشح ويعيد توازناً قد افقده اياه هذا المكان
فعاد وجلس بهدواء لينتظر رجلاً كالعاده يقف امام الجميع ويبدأ بالحديث كيف نكون اوفياء ورجال محافظين
انتهت روحه مع انتهاء كلمات هذا الرجل ليغادر المكان كما انتزعت منه روحه لتبقى هناك
عالقه بالمكان
غادر بحزن كئيب ونحيب لا يوصف
وصراخ وعويل يكاد الاخرون ان يجزموا بان له قريب قد توفاه الله
ولكن الحقيقه بان روحه انتقلت الى المكان وغادر بجسده الى مبتغاه
موضوع منقول احببته جدا فرغبت ان اشارككم به لعله يجد صدى في قلوبكم
لكم الحب