الذهب الأزرق هو الأثمن !!!!
منذ نعومة أظفارنا تعرفنا على الذهب الأصفر الرنان الذي زين أعناق الكثير من النسوة ومعاصمهن.. وأحد مصادر بهجتهن وسعادتهن... وربما السلاح الأمضى للكثير منهن لاثارة الغيرة/ وشوفة الحال/ أمام جاراتهن .
وصديقاتهن ومن يعرفهن!! وحتى الجميلات منهن ممن ينتشين وينتعشن ويشعرن بالزهو لو قلت لاحداهن / الذهب لايحتاج الى ذهب/ ومع هذا ترى أن نشوة الجمال هذه لاتغريهن عن التسابق للتبرج بأشكال الذهب المختلفة وترى أن هذا الذهب المحبوب يعلم كم هو مرغوب لذا تراه يقفز القفزة تلو القفزة متسابقاً مع أسعار النفط الذي يعتبر نفسه ذهباً أيضاً، فتعلمون جميعاً أن النفط اكتسب هذه العظمة ونال لقب / الذهب الأسود/ منذ وقت مبكر من القرن الماضي. وعندما كنا صغاراً لم نكن لنستوعب كيف يمكن أن يكون الذهب أسوداً فاللون الأسود هو لون الظلام وإن كان يكسب الكثير من الجميلات رونقاً وجمالاً ، على مبدأ : قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد وعندما بدأنا نكبر ونفهم شيئاً من هذه الدنيا أدركنا أن هذا الأسود الفاحم/ النفط/ الذي صنع حضارة الدنيا وقلب الحياة رأساً على عقب، وما كان وهماً أو خيالاً أو حلماً يدغدغ مشاعر سكان الأرض بفضله أصبح حقيقة ودافعاً وحقاً مكتسباً لكل البشر، لذلك أدركنا وفهمنا أن من أطلق عليه هذا اللقب الذهب الأسود إنما أعطاه جزءاً من حقه وربما كان يستحق أن يلقب بما هو أثمن من الذهب!.. ثم علمنا أن هناك ذهباً ثالثاً هو الذهب الأبيض نظراً للقيمة الاقتصادية الكبيرة التي تمتع بها القطن آنذاك وكنا نتساءل لماذا لايسمى الثلج ذهباً؟ ! فهو جميل كالقطن إن لم يكن أجمل حيث كنا نشبه شلح الثلج بالقطن المندوف إلى أن وصلنا اليوم الى شيء من هذا القبيل فقد بدأنا نسمع بتعبير/ الذهب الأزرق/ يتردد على ألسنة المعنيين والمهتمين!.. أجل الماء هو الذهب الأزرق الذي غدا اليوم هو الأثمن والأغلى على الإطلاق!! .. بالرغم من أنه أرخص الموجود لكنه بلا شك أثمن المفقود!!.. ربما أكثرت من الكلام حتى وصلت الى بيت القصيد فمعذرة إذاً الماء أصبح الحاجة الأولى للبشرية في ظل متغيرات بيئية واجتماعية واقتصادية وسياسية كثيرة، وإن تفوق العرب حتى الآن في امتلاكهم لمنابع الذهب الأسود فهم على العكس من ذلك بالنسبة للذهب الأزرق بالرغم من أنهم لم يحسنوا استغلال امتلاكهم لمنابع النفط ولم يستثمروا هذه الثروة في مكانها الصحيح ليكونوا قوة ضاربة يحسب لها ألف حساب بل استغلت لمنافع شخصية وقطرية ضيقة لم تزدهم إلا ضعفاً وتشتتاً وهدانا. فماذا سيفعلون اليوم أمام تنامي الحاجة للذهب الأزرق وهم المستهلكون وليسوا المنتجون؟ ! ..... فمعظم الأنهار الكبيرة التي تخترق أقطار الوطن العربي تنبع من خارج بلاد العرب سواء في وادي النيل أم في بلاد الشام والعراق وبالرغم من المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات المختصة شرعت ومنذ وقت مبكر من القرن الماضي كيفية تقاسمه وحددت حقوق الدول التي تشاطىء الأنهار الدولية أو تحتضن قسماً من خط سيرها إلا أننا نعلم جميعاً قيمة هذه الاتفاقات الدولية في هذا العصر السيء بعد أن حولت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى جمعية أمريكية تقرر سياستها كيف تريد وتستغلها للضغط على شعوب العالم حتى في لقمة عيشها لذلك يتحتم علينا نحن العرب أن نسعى وبكل جهد لتحقيق الأمن المائي العربي الذي أصبح في هذه الأيام الأساس لكل أمن وهذا الأمر يعد بلا شك مسؤولية عربية قومية مشتركة .. ومهما كانت الجهود القطرية جبارة في هذا المجال فهي لن تؤدي الى نتيجة اذا لم تتضافر جهود العرب مجتمعين خصوصاً وأن اسرائيل تسعى وبكل جهد للسيطرة على مياه المنطقة وحققت حتى الآن الشيء الكثير في هذا المجال وهي تسعى للسيطرة الكاملة ، لذلك نحن أمام تحد كبير علينا التصدي مجتمعين لهذه الأطماع الصهيونية كما علينا القيام بخطوات مشتركة في مجالات مختلفة منها : - ترشيد استهلاك المتاح من المياه مع الاستخدام الأمثل للموارد المائية من خلال الاصرار على اتباع طرق الري الحديثة « رش - تنقيط» فالرش يرفع الكفاءة المائية الى 70٪ والتنقيط الى 85٪ - اقامة المشاريع المائية الكبيرة المشتركة. - اقامة السدود والمسطحات المائية والاستفادة القصوى من الساقط المائي السنوي عوضاً عن ذهابه الى البحار - استثمار جميع الموارد المائية المتاحة حيث يقوم العرب حتى الآن باستثمار 55٪ فقط من مواردهم المائية. وبالطبع هناك مقترحات كثيرة في هذا المجال معروفة للجميع لذلك أود أن أؤكد أننا لو توجهنا بشكل جدي لاستثمار مواردنا المائية استثماراً يلبي حاجاتنا سنصل الى أمن مائي عربي وبالتالي إلى أمن غذائي ومن ثم سنصل الى أمن قومي عربي فهذا اذاً مهمة قومية استراتيجية وعلى أصحاب القرار السياسي في الوطن العربي وعلى أصحاب رؤوس الأموال دولاً أو شركات ادراك هذه الحقيقة والسعي الى تنفيذها بكل اهتمام لنؤمن نصيبنا العادل من الذهب الأزرق أثمن أنواع الذهب والذي سنعتمد عليه في استمرار وجودنا.
منذ نعومة أظفارنا تعرفنا على الذهب الأصفر الرنان الذي زين أعناق الكثير من النسوة ومعاصمهن.. وأحد مصادر بهجتهن وسعادتهن... وربما السلاح الأمضى للكثير منهن لاثارة الغيرة/ وشوفة الحال/ أمام جاراتهن .
وصديقاتهن ومن يعرفهن!! وحتى الجميلات منهن ممن ينتشين وينتعشن ويشعرن بالزهو لو قلت لاحداهن / الذهب لايحتاج الى ذهب/ ومع هذا ترى أن نشوة الجمال هذه لاتغريهن عن التسابق للتبرج بأشكال الذهب المختلفة وترى أن هذا الذهب المحبوب يعلم كم هو مرغوب لذا تراه يقفز القفزة تلو القفزة متسابقاً مع أسعار النفط الذي يعتبر نفسه ذهباً أيضاً، فتعلمون جميعاً أن النفط اكتسب هذه العظمة ونال لقب / الذهب الأسود/ منذ وقت مبكر من القرن الماضي. وعندما كنا صغاراً لم نكن لنستوعب كيف يمكن أن يكون الذهب أسوداً فاللون الأسود هو لون الظلام وإن كان يكسب الكثير من الجميلات رونقاً وجمالاً ، على مبدأ : قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد وعندما بدأنا نكبر ونفهم شيئاً من هذه الدنيا أدركنا أن هذا الأسود الفاحم/ النفط/ الذي صنع حضارة الدنيا وقلب الحياة رأساً على عقب، وما كان وهماً أو خيالاً أو حلماً يدغدغ مشاعر سكان الأرض بفضله أصبح حقيقة ودافعاً وحقاً مكتسباً لكل البشر، لذلك أدركنا وفهمنا أن من أطلق عليه هذا اللقب الذهب الأسود إنما أعطاه جزءاً من حقه وربما كان يستحق أن يلقب بما هو أثمن من الذهب!.. ثم علمنا أن هناك ذهباً ثالثاً هو الذهب الأبيض نظراً للقيمة الاقتصادية الكبيرة التي تمتع بها القطن آنذاك وكنا نتساءل لماذا لايسمى الثلج ذهباً؟ ! فهو جميل كالقطن إن لم يكن أجمل حيث كنا نشبه شلح الثلج بالقطن المندوف إلى أن وصلنا اليوم الى شيء من هذا القبيل فقد بدأنا نسمع بتعبير/ الذهب الأزرق/ يتردد على ألسنة المعنيين والمهتمين!.. أجل الماء هو الذهب الأزرق الذي غدا اليوم هو الأثمن والأغلى على الإطلاق!! .. بالرغم من أنه أرخص الموجود لكنه بلا شك أثمن المفقود!!.. ربما أكثرت من الكلام حتى وصلت الى بيت القصيد فمعذرة إذاً الماء أصبح الحاجة الأولى للبشرية في ظل متغيرات بيئية واجتماعية واقتصادية وسياسية كثيرة، وإن تفوق العرب حتى الآن في امتلاكهم لمنابع الذهب الأسود فهم على العكس من ذلك بالنسبة للذهب الأزرق بالرغم من أنهم لم يحسنوا استغلال امتلاكهم لمنابع النفط ولم يستثمروا هذه الثروة في مكانها الصحيح ليكونوا قوة ضاربة يحسب لها ألف حساب بل استغلت لمنافع شخصية وقطرية ضيقة لم تزدهم إلا ضعفاً وتشتتاً وهدانا. فماذا سيفعلون اليوم أمام تنامي الحاجة للذهب الأزرق وهم المستهلكون وليسوا المنتجون؟ ! ..... فمعظم الأنهار الكبيرة التي تخترق أقطار الوطن العربي تنبع من خارج بلاد العرب سواء في وادي النيل أم في بلاد الشام والعراق وبالرغم من المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات المختصة شرعت ومنذ وقت مبكر من القرن الماضي كيفية تقاسمه وحددت حقوق الدول التي تشاطىء الأنهار الدولية أو تحتضن قسماً من خط سيرها إلا أننا نعلم جميعاً قيمة هذه الاتفاقات الدولية في هذا العصر السيء بعد أن حولت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي إلى جمعية أمريكية تقرر سياستها كيف تريد وتستغلها للضغط على شعوب العالم حتى في لقمة عيشها لذلك يتحتم علينا نحن العرب أن نسعى وبكل جهد لتحقيق الأمن المائي العربي الذي أصبح في هذه الأيام الأساس لكل أمن وهذا الأمر يعد بلا شك مسؤولية عربية قومية مشتركة .. ومهما كانت الجهود القطرية جبارة في هذا المجال فهي لن تؤدي الى نتيجة اذا لم تتضافر جهود العرب مجتمعين خصوصاً وأن اسرائيل تسعى وبكل جهد للسيطرة على مياه المنطقة وحققت حتى الآن الشيء الكثير في هذا المجال وهي تسعى للسيطرة الكاملة ، لذلك نحن أمام تحد كبير علينا التصدي مجتمعين لهذه الأطماع الصهيونية كما علينا القيام بخطوات مشتركة في مجالات مختلفة منها : - ترشيد استهلاك المتاح من المياه مع الاستخدام الأمثل للموارد المائية من خلال الاصرار على اتباع طرق الري الحديثة « رش - تنقيط» فالرش يرفع الكفاءة المائية الى 70٪ والتنقيط الى 85٪ - اقامة المشاريع المائية الكبيرة المشتركة. - اقامة السدود والمسطحات المائية والاستفادة القصوى من الساقط المائي السنوي عوضاً عن ذهابه الى البحار - استثمار جميع الموارد المائية المتاحة حيث يقوم العرب حتى الآن باستثمار 55٪ فقط من مواردهم المائية. وبالطبع هناك مقترحات كثيرة في هذا المجال معروفة للجميع لذلك أود أن أؤكد أننا لو توجهنا بشكل جدي لاستثمار مواردنا المائية استثماراً يلبي حاجاتنا سنصل الى أمن مائي عربي وبالتالي إلى أمن غذائي ومن ثم سنصل الى أمن قومي عربي فهذا اذاً مهمة قومية استراتيجية وعلى أصحاب القرار السياسي في الوطن العربي وعلى أصحاب رؤوس الأموال دولاً أو شركات ادراك هذه الحقيقة والسعي الى تنفيذها بكل اهتمام لنؤمن نصيبنا العادل من الذهب الأزرق أثمن أنواع الذهب والذي سنعتمد عليه في استمرار وجودنا.