إن التكفير مسألة خطيرة وأمرٌ عظيمٌ لا يجوز للمسلم أن يطلقه على أخيه المسلم إلا ببينة عظيمة ودليلٍ قطعي لا شبهة فيها ولا تأويل وهذا لايصح إلا لذوي المكانة العلمية والمحاكم الشرعية وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة هذه المسألة في الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ". وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من حلف بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله " رواه البخاري .
وعلى هذا أخي السائل لا ينبغي التهاون في هذا الأمر ولا المجازفة فيه وليتق الإنسان ربه وليعلم أنه مسؤول عن كلامه أمام الله سبحانه وتعالى حتى ولو كان مازحاً وليتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل في الحديث الطويل .... :" ثم قال : " ألا أخبرك بملاك ذلك كله " قلت : بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه قال :" كف عليك هذا " فقلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال :" ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، والله تعالى أعلم.