فنجان القهوة يزيد الوقت متعة، خاصة عندما تحتسيه مع من تحب!!
تشعر حينها أن له مذاقاً خاصاً ومتعةً مضاعفةً حتى إن نبضات قلبك تتزايد وأنت ترتشف آخر فنجان!! هذا شعورك الذي ربما يستنكره بعضهم، فتقول لك نظراتهم: أي نكهة للقهوة!؟
تماماً تنطق نظرات أولئك باستفهامٍ تطرحه فعال أولئكم القوم الذين لم يجدوا للحياة أي نكهة؟!
عندما نمتلك نعماً كثيرة لا يكفي ذلك في أن نسعد، ففرقٌ واضحٌ بين حيازة النعمة وتوظيفها!
استنكه الحياة من خلال رضاك أولاً، وفرحك بما تمتلكه من نعمٍ هي غاية منى بعض الأحياء!
استغرق شعورك ومشاعرك فيما تحوزه لتوظفه لإسعادك!
لكن هناك شعرة رقيقة بين القناعة والرضا بالدون!
قناعتك بما أنت عليه لا تعني أبداً أن تتقاعس عن تطوير واستثمار مالديك!
لديك مال اقنع به لكن استثمره واقنع بالقدرات التي وهبها الله إياك!
لديك أولاد لا يكفي أن تحبهم، بل لتسعد بهم وتسعدهم اجعلهم يحبونك، و يمتثلون الفضيلة على يديك!!
لديك طلاب لا يكفي أن تُملي عليهم المادة، بل أفض عليهم حنانك لتصنع منهم جيلاً فاعلاً!!
لا تنتقص ما هو موجود لديك، وتنشغل بما هو مفقود فإنك بذلك لن تستمتع بالموجود الحاصل، ولن تظفر بالمفقود الناقص!!
استنكه و استكنه الحياة بطريقة تشعرك أنك قادرٌ على أن تسعد بما لديك، وأن يكون مستقبلك أكثر إشراقا من حاضرك!
عندما نتأمل من هم حولنا نكتشف بأن السعداء هم أكثر الناس قناعة بما لديهم ورضا بالحال التي هم عليها.
لن نستنكه الحياة ما لم نمتلك حاسة التذوق التي تكتشف ما وراء الطعم؟!
إياك أن يختطفك انتظار المتع الكبيرة من الاستمتاع بالأشياء الصغيرة التي بين يديك؛ لأن السنن علمتنا أن من لم يتقن فن الاستمتاع بالأمور اليسيرة فلن يحسن التعامل مع الأمور العظيمة!!
أن تفرحك كلمة، وتطربك رسالة، وتبهجك ابتسامة جرت على يديك، فأنت قد تذوقت للحياة نكهة!؟
نكهة الحياة أن تعلم بأنك دوماً على خير وفي أحسن حال.
وتظل متفائلاً بأنك برضاك عما أنت عليه، ستنال ما هو أجمل وأثمن!
تذوق الحياة بطريقتك الخاصة، ولا تترك مجالاً لأن يسرق أحدهم منك نكهة حياتك؛ لأنك جدير بأن يكون لحياتك نكهة!
قال النبي عليه السلام: "من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"(رواه الترمذي، وحسنه عدد من العلماء)...يا إلهي..
لن تخلو حياتنا من نعم ومتع وجمال.. بل هي مليئة ومليئة.
كل ما علينا هو أن نتذوقها مادمنا أحياء.
لا ترضى بأن تعيش فقط.
بل لِتَعِشْ وأنت راضٍ ومستغرق بالاستمتاع بتلك النعم التي لن تحصيها مهما عددتها.
قال الله: "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"سورة النحل 18.