اللاعبون بـ " البيضة والحجر"
بقلم: أشرف مفيد
كان الحجاج بن يوسف الثقفي كارهاً لعمر بن عبد العزيز الذي اتسم طوال حياته بالزهد والورع والتقوى، وبلغت هذه الكراهية ذروتها حين أوغر صدر الخليفة عبد الملك بن مروان ضد ابن أخيه عمر.. ثم عاد الحجاج الي بيته منتظراً نتيجة هذه " الزنبة" التي كانت من العيار الثقيل
.. وبعد أن طال الانتظار سأل ابن أخيه وقال له :ماذا تتوقع أن يفعل عبد الملك بإبن أخيه فلم يتردد هذا الشاب الطائش لحظة وأجابه علي الفور : سيقطع رقبته بكل تأكيد ، فرد عليه الحجاج بحكمته:هذا ليس ما تتوقعه بل هو ما تتمناه لأنك تكره عمر.
هكذا عاشت مصر علي مدي الأسابيع الأخيرة حتي لحظة إعلان نتيجة انتخابات رئيس الجمهورية ، حيث وقع الشعب بكافة طوائفه وفئاته فريسة لأهواء وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي التي سارت الغالبية العظمي منها وراء ما تتمناه ضاربة عرض الحائط بالحقائق التي كان يفرضها الواقع منتهجة سياسة "اللعب بالبيضة والحجر" من أجل التضليل والخداع ، كما بلغ هذا "التهور الإعلامي" في كثير من الأحيان الي عدم الاكتفاء بتجاهل ما يجري فحسب ، بل قدموا لنا صورة مغايرة تماماً للواقع وليس لها وجود إلا في خيالاتهم المريضة وكأنها مجرد أشياء تندرج تحت ما يسمى بالخداع البصرى.
الأمر الذى جعل نتيجة انتخابات رئيس الجمهورية صادمة للكثيرين ،بل وأوقعت الغالبية العظمي من وسائل الإعلام في مأزق حقيقى ، وعلي وجه الخصوص تلك الفضائيات التي حرصت دوماً علي تقديم ما يعرف بـ "الإعلام سئ السمعة" بعد أن رفعت عن وجهها برقع الحياء فمارست ما يشبه "الفعل الفاضح" فأصبحت الآن لا تمتلك حتي "ورقة توت" لتوارى بها سوءتها.
أشـرف مفيـد
amofeed@gmail.com
المقال منقول عن صحيفة الأهرام القاهرية .. وهذا هو رابط النص الأصلى :
http://www.ahram.org.eg/Columns/News/157711.aspx