للأمانة
معنيان: أحدهما وهو الشايع لدى الكثير من الناس بأن الأمانة هي الوديعة،
أي أن يقوم الشخص بحفظ غرض لديه يخص شخصاً آخر سواء كان مالاً أو غيره.
والمعنى الثاني للأمانة هو أن الأمانة تكليف ومسؤولية، بل هي تتطلب توفر
الشعور القوي لدى الإنسان وبالذات الإنسان المسلم بمسؤوليته أمام الله عز
وجل في كل أمر يوكل إليه.
ومما يدل على أهمية الأمانة أن المولى سبحانه وتعالى أطلق الأمانة على سبب
وجود الخلق، وهو عبادته جل وعلا، وتسمى الأمانة العظمى {إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الأحزاب: 72
وفي السنة الشريفة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا إيمان لمن لا أمانة
له ولا دين لمن لا عهد له)، وأن شقاء العيش وسوء المنقلب هو من أسباب عدم
التمسك بفريضة الأمانة وعدم الأمانة هو خيانة والخيانة ضياع للدين
والدنيا. وتشمل الأمانة بالإضافة إلى الإخلاص في عبادة الله عز وجل ما
يلي:
تربية الأولاد: فهي أمانة في عنق والدهم، فعلية أن يشرف على تربيتهم وفق
دين الله وعادات المجتمع الحميدة وقبل ذلك عليه أن يهيئ لهم سبل العيش
الذي لا يحتاجون بسببه للآخرين، فمثلاً: إذا الرجل يرغب في تعدد الزوجات
فعليه ألا يقدم على ذلك إلا إذا كانت ظروفه المادية جيدة يستطيع عن طريقها
مواجهة الحياة مع أكثر من بيت.
المال: يعد المال من الأشياء المحببة لدى الإنسان حيث يحصل عن طريقه على
كل متطلباته، ولأهمية المال ربط المولى عز وجل بينه وبين الأولاد في قوله
تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}
الآية 46 من سورة الكهف، ومع ذلك فإن المال يعد أمانة لدى مالكة، فإما أن
يكون خيراً له أو وبالاً عليه. وقد أوضح الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك
في قوله (نعم المال الصالح للرجل الصالح)، وهو الأمر الذي يتطلب الآتي:
- أن يكون كسب المال تم بطريقة مشروعة، أي أن يكون تم الحصول عليه من دون ربا أو غش أو سرقة ونحو ذلك.
- أن يخرج حق الله منه كالزكاة والصدقة.
- ألا يكون المال وسيلة للتكبر على الفقراء وغيرهم من عباد الله أو ممارسة المعاصي.
- ألا يبخل بالمال على نفسه وعلى أسرته وألا يكون مسرفاً في الإنفاق.
حفظ الأسرار: إذ يعد إفشاء السر نوعاً من الخيانة ولو كان هذا السر يخص
شخصاً علاقتك به ليست على ما يرام ومما ُيؤكّد عليه في هذا الجانب السر
بين الزوجين إذ يجب على كل منهما الحفاظ على سر الآخر حتى في حالة
الاختلاف أو الانفصال، مصداقاً للقول النبوي الشريف (إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها).
العمل: يعد قيام الشخص بعمله نوعاً من الأمانة ولذا اعتبرت أنظمة الموظفين
أو القوى العاملة في مختلف الدول الأمانة من الواجبات الوظيفية، والأمانة
تتطلب من الموظف أن يكون دقيقاً في أداء عمله ومنضبطاً في دوامه وعادلاً
بين مراجعيه ونزيهاً في تصرفاته.
ومن الأمانة في العمل أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن يكون
مبدأ الكفاءة هو الفيصل في شغل الوظائف بحيث لا يتم التعيين على الوظائف
أو الترقية إليها بالمحسوبية أو الرغبات الشخصية والميول الذاتية. يقول
سيدنا محمد صلى الله علية وسلم في هذا الجانب (إذا ضيعّت الأمانة فانتظر
الساعة، قيل كيف إضاعتها يا رسول الله، قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله
فانتظر الساعة)، فالإدارة التي تقوم بترقية بعض الموظفين مع وجود من هو
أكفأ منهم في الأداء وأعلى في التأهيل وأقدم في الخدمة بسبب المحسوبية أو
علاقات مصلحية أو شخصية تكون هذه الإدارة قد أخلت بواجب الأمانة
معنيان: أحدهما وهو الشايع لدى الكثير من الناس بأن الأمانة هي الوديعة،
أي أن يقوم الشخص بحفظ غرض لديه يخص شخصاً آخر سواء كان مالاً أو غيره.
والمعنى الثاني للأمانة هو أن الأمانة تكليف ومسؤولية، بل هي تتطلب توفر
الشعور القوي لدى الإنسان وبالذات الإنسان المسلم بمسؤوليته أمام الله عز
وجل في كل أمر يوكل إليه.
ومما يدل على أهمية الأمانة أن المولى سبحانه وتعالى أطلق الأمانة على سبب
وجود الخلق، وهو عبادته جل وعلا، وتسمى الأمانة العظمى {إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} الأحزاب: 72
وفي السنة الشريفة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا إيمان لمن لا أمانة
له ولا دين لمن لا عهد له)، وأن شقاء العيش وسوء المنقلب هو من أسباب عدم
التمسك بفريضة الأمانة وعدم الأمانة هو خيانة والخيانة ضياع للدين
والدنيا. وتشمل الأمانة بالإضافة إلى الإخلاص في عبادة الله عز وجل ما
يلي:
تربية الأولاد: فهي أمانة في عنق والدهم، فعلية أن يشرف على تربيتهم وفق
دين الله وعادات المجتمع الحميدة وقبل ذلك عليه أن يهيئ لهم سبل العيش
الذي لا يحتاجون بسببه للآخرين، فمثلاً: إذا الرجل يرغب في تعدد الزوجات
فعليه ألا يقدم على ذلك إلا إذا كانت ظروفه المادية جيدة يستطيع عن طريقها
مواجهة الحياة مع أكثر من بيت.
المال: يعد المال من الأشياء المحببة لدى الإنسان حيث يحصل عن طريقه على
كل متطلباته، ولأهمية المال ربط المولى عز وجل بينه وبين الأولاد في قوله
تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}
الآية 46 من سورة الكهف، ومع ذلك فإن المال يعد أمانة لدى مالكة، فإما أن
يكون خيراً له أو وبالاً عليه. وقد أوضح الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك
في قوله (نعم المال الصالح للرجل الصالح)، وهو الأمر الذي يتطلب الآتي:
- أن يكون كسب المال تم بطريقة مشروعة، أي أن يكون تم الحصول عليه من دون ربا أو غش أو سرقة ونحو ذلك.
- أن يخرج حق الله منه كالزكاة والصدقة.
- ألا يكون المال وسيلة للتكبر على الفقراء وغيرهم من عباد الله أو ممارسة المعاصي.
- ألا يبخل بالمال على نفسه وعلى أسرته وألا يكون مسرفاً في الإنفاق.
حفظ الأسرار: إذ يعد إفشاء السر نوعاً من الخيانة ولو كان هذا السر يخص
شخصاً علاقتك به ليست على ما يرام ومما ُيؤكّد عليه في هذا الجانب السر
بين الزوجين إذ يجب على كل منهما الحفاظ على سر الآخر حتى في حالة
الاختلاف أو الانفصال، مصداقاً للقول النبوي الشريف (إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضى إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها).
العمل: يعد قيام الشخص بعمله نوعاً من الأمانة ولذا اعتبرت أنظمة الموظفين
أو القوى العاملة في مختلف الدول الأمانة من الواجبات الوظيفية، والأمانة
تتطلب من الموظف أن يكون دقيقاً في أداء عمله ومنضبطاً في دوامه وعادلاً
بين مراجعيه ونزيهاً في تصرفاته.
ومن الأمانة في العمل أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن يكون
مبدأ الكفاءة هو الفيصل في شغل الوظائف بحيث لا يتم التعيين على الوظائف
أو الترقية إليها بالمحسوبية أو الرغبات الشخصية والميول الذاتية. يقول
سيدنا محمد صلى الله علية وسلم في هذا الجانب (إذا ضيعّت الأمانة فانتظر
الساعة، قيل كيف إضاعتها يا رسول الله، قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله
فانتظر الساعة)، فالإدارة التي تقوم بترقية بعض الموظفين مع وجود من هو
أكفأ منهم في الأداء وأعلى في التأهيل وأقدم في الخدمة بسبب المحسوبية أو
علاقات مصلحية أو شخصية تكون هذه الإدارة قد أخلت بواجب الأمانة