بسم الله الرحمن الرحيم
لمع في ذهني علامات تعجب واستغراب وأنا أقرأ ما كتبته الأخت "حنان الثويني"في منحنيات العدد"149" من مجلة الأسرة تحت عنوان "يقولون الرجل طفل بريء" فقد مضت بنا لمنحنى وعر, وسلكت مسلكا حادا وطرحت طرحا جعلني أغمض عيني وأتساءل :هل هذه مجلة الأسرة؟!
إلا أني غلّبت حسن الظن وقلت في نفسي :إن هي إلا غضبة قلم ونفثة ألم من قلب احترق من تواتر صور الظلم وتكاثرها من حوله..خاصة أن مجلتنا الغالية قد عودتنا عدم الانزلاق والوقوع في النزاعات المفتعلة بين الرجل والمرأة..
ولأن ما أوردته أختنا الفاضلة في مقالها يستحق إعادة النظر والمراجعة فقد كتبت لأؤكد أن بداخل كل رجل طفلا بريئا مختبئا...هذا أولا..ولنضع خطا عريضا تحت كلمة رجل..
إنه ذاك السيد المتغاضي عن كل صغيرة ,المشمر لكل كبيرة.. ذاك الذي لا يخجل من لثم يد أمه ولا يتعالى عن طبع قبلة حنونة على جبين أخته ولا يستكبر عن النوم في حجر زوجه..
ذاك الذي لا يستحي من دموعه؛ ولماذا الخجل وقد جاءنا نبأ بكاء خير خلق الله سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وبكاء صحابته حتى خط الدمع أخاديد في تلك الوجوه الطلقة المنيرة..ذاك الذي يدرك أن أعظم مزية فيه إنسانيته وعبوديته لله عز وجل...
ذاك الذي عنيناه بقولنا" في أعماقه طفل بريء " وإن قلّ وندر..فماذا إن كان واحدهم بأمّة..
نعم هناك من أشباه الرجال من يتجاهل البراءة الساكنة في أعماقه ومنهم من يبالغ في تقييدها ويكتم أنفاسها ومنهم.وهم الأسوأ حالا.من عمل على قتل الطفل البريء في أعماقه فانطفأ نور القلب وجفت منابع الخير فيه حتى استحال مسخا..هؤلاء المشوهون الظانون أن البراءة واللين والرقة عوامل ضعف قادحة في كمال الرجولة يستحقون الشفقة لأنهم بعيدون عن الله ولأنه لا يحبهم..
قال "صلى الله عليه وسلم": "إن الله يحب المؤمن اللّيّن السهل القريب" وجدير بهم بكاء أنفسهم لأنهم محرومون,قال "صلى الله عليه وسلم" :إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي على الرفق مالا يعطي على سواه"..
هؤلاء موجودون وهناك عوامل عدة تساعد على تكاثرهم ..لكن ذلك لا يعني إلغاء القاعدة ونفي الفطرة التي فطر الله عليها الرجل السوي.
ثانيا: أقول للكاتبة رويدا..لا يدفعك الحنق إلى الرهق..ما سردته لنا من مواقف مؤلمة ليست إلا غيضا من فيض المظالم التي ضجت لها السماوات والأرض ..قال تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " (الروم:41)
وبإمكاني أن أعرض صورا من مظالم أوقعتها نساء برجال لم يكن لهم في دفعها حول ولا قوة ,لكن لا نريد فتح هذا الباب وإذكاء هذه النزعة الشيطانية في نفوس الناس فنحن أمة إصلاح ومقاربة وسداد...
والمسلم مهما بلغ شره نزّاع للخير قابل للإصلاح والتغيير ..فهو الابتلاء الذي خلق لأجله ابن آدم.
لا ينبغي أن نكون انتقائيين في أطروحاتنا بل الأولى بالأقلام الماضية في طريق الخير والحق أن تسكب بلسما شافيا لكل داء وترسم طريقا سويا لكل اعوجاج..
أما قولك: ألا يحق للمرأة أن تكره استبداد الرجل والرجل ذاته؟!
فأقول : ومن لا يكره الاستبداد سواء صدر من رجل أو امرأة؟!..لكن لماذا لا ننظر له كحالة مرضية قابلة للعلاج..أما كره الرجل ذاته فهو الشطط بعينه..ومعلوم بالدين أنه لا يحل للمسلم أن يحمل الحقد لأخيه المسلم مهما بالغ في أذاه..
وأما قولك : وتحاول الخلاص من ظلمه و جوره ..
فأقول : بل هذا هو ما ينبغي..لكن هل بقولك: تنافسه في مناصبه ومجالاته"..
حقيقة أربأ بمثلك أن تقول هذا القول ,أين غاب عنك قوله تعالى: " وليس الذكر كالأنثى" (آل عمران:36) وقوله: "أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين"(الزخرف:18)
وقوله"صلى الله عليه وسلم": "كل ميسر لما خلق له" فهل خلقت المرأة وهيّئت لمزاحمة الرجال ومدافعتهم على أدوارهم الحيوية؟! وهل يعالج الخطأ بخطأ أشنع منه وأشد وطأة وضررا؟!
وأما قولك: وتتحكم بمصيرها بعدما تنفض قيوده".
فيا أختاه سددك الله .. ومن منّا يملك مصيره؟!..قال تعالى:"إنا كل شيء خلقناه بقدر, وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر"
(القمر:49_50)
المؤمن ..فالمؤمن الحق يعمل بالأسباب ولا يعجز عن طلب ما ينفعه لكنه يؤمن ويوقن تمام اليقين أن لله الأمر من قبل ومن بعد..
أما القيود ,فأي قيود عنيت؟ هل تلك المصاغة من قال الله وقال رسوله؟ّ!..
فالمؤمن يرضى بما اختاره الله له وهو واع تماما لمعنى قوله :"صلى الله عليه وسلم" "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"..فصبرا وموعدنا إنشاء الله الجنة..وأما إن كانت مصاغة من الأعراف فقد قال جل وعلا:"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"(الأعراف :199) وأعيذك بالله من الجهل والجهالة..فنحن مندوبون للعمل بالعرف ما لم يخالف الشرع..
وأخيرا أقول : لعلك أردت بتساؤلك التنبيه لخطورة نتائج الظلم الواقع على المرأة .لكن يا أخوات الإيمان تكاثر المشوهين من أشباه الرجال ليس مسوّغا للمرأة لتتحول إلى رجل..فلو أن ذلك حدث فهي والله القاضية..
إذ كيف يرجى خير من جيل ينشّئه رجال ونساء مشوهون؟!!
فالله الله في الأسر المسلمة..
لمع في ذهني علامات تعجب واستغراب وأنا أقرأ ما كتبته الأخت "حنان الثويني"في منحنيات العدد"149" من مجلة الأسرة تحت عنوان "يقولون الرجل طفل بريء" فقد مضت بنا لمنحنى وعر, وسلكت مسلكا حادا وطرحت طرحا جعلني أغمض عيني وأتساءل :هل هذه مجلة الأسرة؟!
إلا أني غلّبت حسن الظن وقلت في نفسي :إن هي إلا غضبة قلم ونفثة ألم من قلب احترق من تواتر صور الظلم وتكاثرها من حوله..خاصة أن مجلتنا الغالية قد عودتنا عدم الانزلاق والوقوع في النزاعات المفتعلة بين الرجل والمرأة..
ولأن ما أوردته أختنا الفاضلة في مقالها يستحق إعادة النظر والمراجعة فقد كتبت لأؤكد أن بداخل كل رجل طفلا بريئا مختبئا...هذا أولا..ولنضع خطا عريضا تحت كلمة رجل..
إنه ذاك السيد المتغاضي عن كل صغيرة ,المشمر لكل كبيرة.. ذاك الذي لا يخجل من لثم يد أمه ولا يتعالى عن طبع قبلة حنونة على جبين أخته ولا يستكبر عن النوم في حجر زوجه..
ذاك الذي لا يستحي من دموعه؛ ولماذا الخجل وقد جاءنا نبأ بكاء خير خلق الله سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وبكاء صحابته حتى خط الدمع أخاديد في تلك الوجوه الطلقة المنيرة..ذاك الذي يدرك أن أعظم مزية فيه إنسانيته وعبوديته لله عز وجل...
ذاك الذي عنيناه بقولنا" في أعماقه طفل بريء " وإن قلّ وندر..فماذا إن كان واحدهم بأمّة..
نعم هناك من أشباه الرجال من يتجاهل البراءة الساكنة في أعماقه ومنهم من يبالغ في تقييدها ويكتم أنفاسها ومنهم.وهم الأسوأ حالا.من عمل على قتل الطفل البريء في أعماقه فانطفأ نور القلب وجفت منابع الخير فيه حتى استحال مسخا..هؤلاء المشوهون الظانون أن البراءة واللين والرقة عوامل ضعف قادحة في كمال الرجولة يستحقون الشفقة لأنهم بعيدون عن الله ولأنه لا يحبهم..
قال "صلى الله عليه وسلم": "إن الله يحب المؤمن اللّيّن السهل القريب" وجدير بهم بكاء أنفسهم لأنهم محرومون,قال "صلى الله عليه وسلم" :إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي على الرفق مالا يعطي على سواه"..
هؤلاء موجودون وهناك عوامل عدة تساعد على تكاثرهم ..لكن ذلك لا يعني إلغاء القاعدة ونفي الفطرة التي فطر الله عليها الرجل السوي.
ثانيا: أقول للكاتبة رويدا..لا يدفعك الحنق إلى الرهق..ما سردته لنا من مواقف مؤلمة ليست إلا غيضا من فيض المظالم التي ضجت لها السماوات والأرض ..قال تعالى: "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " (الروم:41)
وبإمكاني أن أعرض صورا من مظالم أوقعتها نساء برجال لم يكن لهم في دفعها حول ولا قوة ,لكن لا نريد فتح هذا الباب وإذكاء هذه النزعة الشيطانية في نفوس الناس فنحن أمة إصلاح ومقاربة وسداد...
والمسلم مهما بلغ شره نزّاع للخير قابل للإصلاح والتغيير ..فهو الابتلاء الذي خلق لأجله ابن آدم.
لا ينبغي أن نكون انتقائيين في أطروحاتنا بل الأولى بالأقلام الماضية في طريق الخير والحق أن تسكب بلسما شافيا لكل داء وترسم طريقا سويا لكل اعوجاج..
أما قولك: ألا يحق للمرأة أن تكره استبداد الرجل والرجل ذاته؟!
فأقول : ومن لا يكره الاستبداد سواء صدر من رجل أو امرأة؟!..لكن لماذا لا ننظر له كحالة مرضية قابلة للعلاج..أما كره الرجل ذاته فهو الشطط بعينه..ومعلوم بالدين أنه لا يحل للمسلم أن يحمل الحقد لأخيه المسلم مهما بالغ في أذاه..
وأما قولك : وتحاول الخلاص من ظلمه و جوره ..
فأقول : بل هذا هو ما ينبغي..لكن هل بقولك: تنافسه في مناصبه ومجالاته"..
حقيقة أربأ بمثلك أن تقول هذا القول ,أين غاب عنك قوله تعالى: " وليس الذكر كالأنثى" (آل عمران:36) وقوله: "أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين"(الزخرف:18)
وقوله"صلى الله عليه وسلم": "كل ميسر لما خلق له" فهل خلقت المرأة وهيّئت لمزاحمة الرجال ومدافعتهم على أدوارهم الحيوية؟! وهل يعالج الخطأ بخطأ أشنع منه وأشد وطأة وضررا؟!
وأما قولك: وتتحكم بمصيرها بعدما تنفض قيوده".
فيا أختاه سددك الله .. ومن منّا يملك مصيره؟!..قال تعالى:"إنا كل شيء خلقناه بقدر, وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر"
(القمر:49_50)
المؤمن ..فالمؤمن الحق يعمل بالأسباب ولا يعجز عن طلب ما ينفعه لكنه يؤمن ويوقن تمام اليقين أن لله الأمر من قبل ومن بعد..
أما القيود ,فأي قيود عنيت؟ هل تلك المصاغة من قال الله وقال رسوله؟ّ!..
فالمؤمن يرضى بما اختاره الله له وهو واع تماما لمعنى قوله :"صلى الله عليه وسلم" "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"..فصبرا وموعدنا إنشاء الله الجنة..وأما إن كانت مصاغة من الأعراف فقد قال جل وعلا:"خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"(الأعراف :199) وأعيذك بالله من الجهل والجهالة..فنحن مندوبون للعمل بالعرف ما لم يخالف الشرع..
وأخيرا أقول : لعلك أردت بتساؤلك التنبيه لخطورة نتائج الظلم الواقع على المرأة .لكن يا أخوات الإيمان تكاثر المشوهين من أشباه الرجال ليس مسوّغا للمرأة لتتحول إلى رجل..فلو أن ذلك حدث فهي والله القاضية..
إذ كيف يرجى خير من جيل ينشّئه رجال ونساء مشوهون؟!!
فالله الله في الأسر المسلمة..