الحياة هي عبارة عن متاهة .. عليها الكثير من المسالك الخطرة لا مخرج منها و اخرى لا نهاية لها او مسدودة .. و للخلاص و الخروج بامان و في وقت قياسي يجب استخدام الخارطة الموحدة بين كل البشر و التي هي مع كل واحد فيهم منذ ولادته ..
هي خارطة عليها كل الطرق المختصرة و اليسيرة .. نتيجتها مضمونة و هي ايجاد المخرج الوحيد وسط كل الافخاخ و المفاجآت الغير السارة التي تقابل كل من ابى ان لا يستخدمها مفضلا استخدام حدسه و ما تملي عليه نفسه و ذلك الصوت الذي يوسوس له و يحثه على السير على حسب ما يريد طبعا من دون اجبار ..
الخارطة صممها من بنى المتاهة هو شخص عادل و امين و صادق و لا يعرف الظلم ابدا .. فاذا من المنطقي ان نثق فيه كل الثقة ..
و لكن يبقى كل كل واحد فينا له حرية الاختيار فان اراد الخروج بسلام استخدم الخريطة و قرا التعليمات الموجودة عليها بعناية و ان ابى ذلك لن يلوم الا نفسه .. هو حر اذا في اختيار المصير الذي يريد .. الضياع او الحرية من سجن المتاهة ..
و المثل الاعلى لله تبارك و تعالى .. الذي خلق كل الناس على فطرة واحدة و هي الاسلام .. خارطة النجاة من متاهة الدنيا المليئة بالمنغصات و لا يعرف السعادة فيها و الرضى الا من وثق في خالقه و اتبع اوامره الحكيمة ..
كل طريق خطرة في المتاهة عليها اشارة كتب عليها "توقف .. هذا المسلك مقفل او خطر" .. قد تبدو الطريق مزهرة و جميلة تدعو للثقة .. لكنه سراب سريعا ما ينجلي .. الذكي يعمل بما جاء على الخارطة بينما الجاهل يمضي فيها بعدما خدعه المنظر البريء و المغري الى ان يجد ما كان ينتظره من سوء عبرها فيندم .. ربما يعرف طريق الرجوع فيعود منهك بعدما ضيع الوقت و الجهد ليتخذ المسلك الصحيح و يعتبر من تجربته القاسية بعدما خاض تجربة قاسية او ربما يبقى عنيدا و متمسكا برايه ان الطريق الذي اتخذه هو الطريق الصحيح و هذا لكبر في نفسه ..
اما الطريق الصحيحة فيوجد عليها اشارة كتب عليها "هذا الطريق آمن اسلكه و لا تخف" .. قد تبدو للناظر كانها صحراء قاحلة عليها اشواك و مصاعب .. لكن اللبيب يهرع للدخول فيها و هو يحمل معه زاد الصبر و الرضى و اليقين و لانه يثق تماما ان ما جاء في الخارطة كله لاجل خلاصه .. فلن يتردد في الاخذ بكل ما جاء عليها .. اما الجاهل و لانه يحكم من المظاهر .. يعود للبحث عن طريق اخر يشبع رغباته و غرائزه ظانا انه اذكى من المصمم الذي وضع الحل بين يديه ..
و المثل الاعلى لله عز وجل ..
اظنكم التلمستم الحكمة و البساطة و اليسر التي في الاسلام .. حيث ان الطريق الخطرة في المتاهة الصعبة هي الحرام و الطريق الصحيحة هي الحلال ..
طعم السعادة الحقيقي لن ينال الا بالتعب لاجل للحصول عليها و الفائز يطير فرحا بعد نجاحه و حصوله على اعلى الدرجات بعد اجتيازه الامتحان الصعب الذي كان يحضر له و يسهر الليالي لاجل تحقيق حلمه الذي صار بالجد و العمل الدؤوب حقيقة ..
و الآن تخيلوا انفسكم و انتم تسيرون على طريق سريع بسيارتكم و التي يوجد به حفرة كبيرة مخفية لا تظهر لكم .. فان وضع امامها اشارة تحذير ستتفادوها و ان لم يوضع وقعتم فيها .. اما الذي يقرا التحذير و يصر على الاستمرار اكيد انه سيتضرر لانه اختار هو لنفسه ذلك و هو من يتحمل المسؤولية ..
اذا فالاسلام هو دين عرفنا بكل ما يفيدنا و هو الحلال و ما يضرنا و هو الحرام على مسار يوافق الفطرة الانسانية و العقل و المنطق .. فمن اراد الخلاص اتبع و هو مطمئن و من اراد الاعتماد على نفسه و شيطانه فلن يلوم الا نفسه ..